|
|
منابرٌ فوق السحاب نسمو هنا .. إلى أعالي الفكر وَالحوار والمقال الأدبي. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
على مقعد الإنتظار ..!
على مقعد الإنتظار .. ذات مساء , أخذني القدر حيث سوق غرناطة " الرياض " أتعرفون غرناطة ؟ وكأني وليد اللحظة .. كُل ما حولي مُستجد التنوع بين البشر .. و فيه من المناظر ما يعجز اللسان عن وصفة و ما تمل اليد من رسمه .. آذنتني بإنكسار قريبةً لي لآخذها إلى ذاك السوق , فتحطمت قواي أمام هذا الإنكسار الذي يرسم إبتسامة بريئة على شفتيها . فبادلتها الموافقة .. ففرِحت فرحاً شديداً , و أي فَرحٍ عند النساء يعدل فرح التجوّل في الأسواق .! ما أن بلغ من الوقت دقيقتين من الموافقة , و إذا بها تُفاجئني ( خلّصت يا زياد ) فأخذني الذهول .. كيف إنتهت بتلك السرعة ؟ اللهم أحفظنا من كيد النساء ..!! بعدما وصلنا إلى السوق , طلبت مني هذه الفتاة " ساعة من الوقت ", فالمكان يقبل بالجلوس لساعات و ليست ساعة . بادلتها بالموافقة .. و توجّهت لمقعد الإنتظار . و أنا في طريقي لهذا المقعد , رأيت "الممثل المصري / فؤاد المهندس" جالساً على حافة المقعد .. يا سبحان الله !! فؤاد المهندس حيَّ ؟! و أنا قرأت عن وفاته ..! فأخذت بالبحث عن معشوقة "فؤاد" .." الممثلة المصريّة شويكار" علّها تمُر صدفة كي تجعل من الشك واقع , لكن للأسف بعد إعادة النظر في هذا الرجل العجوز أتضح لي بأنه شبيه لفؤاد .! سبحان الله يخلق من الشبة ستين .. !! تأملت في هذا العجوز , و كأني أرى الدنيا و قد حلّت رحالها عليه , فقد لبس الهمّ و تلحّف بالغمّ .. لمّ عظامه و أرتحل من هذا المقعد , فأخذ يمشي مشية الظالع , يخطو بخطوتين عن خطوة شاب بدين يطأطئ رأسه في كُل خطوة .. يا سبحان الله !! هكذا ابن آدم ..." ثم تردون إلى أرذل العمر ..".! و مرَّ من أمامي شاب من خُشارَةُ الناس يُرافق فتاة خَيْتَعورُ , أظنها زوجته . نخر الإعلام عقولهما كما تنخر الدودة الجيفة , و نال منهما المجتمع الغربي بسذاجته ما جعلهما يمشون مشيته , و يأكلون أكله و يتحدثون حديثه .! تسير خلفهم طفلةٌ بريئة , قدّر الله عليها بأن تتربى كما يُريد المجتمع الغربي الفاسد .. تلهث خلفهم بتأمّل .. بعد إشراق النضوج .! تلك زمرةٌ من النساء , كاسيات.. عاريات.. مائلات.. مميلات .! رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة , تلتحف كُل واحدة منهن بلحافٍ أسود مزركش , يسُّر الناظر و يغضب الناصر .! يتذيلهُنَّ رجل قد بدت على عيناه نظرات الغلبة و القوامة منهن , يسير خلفهن ذليل , و كأنه صاحب حاجة .. فلا يستطيع أن يعدو عليهن بالخطوات .. كُل واحده منهن تنظر له بنظرات التسلّط و الكبرياء ... اللهم لا تنكس الفطرة .. كيف بالرجال تسير خلف النساء وهم قوّامون عليهن ..!! و هذا شاب عشريني يُقبل عليّ , يخيّل إليّ بأنه من نتاج مدرسة ( أم بي سي ثري ) أخذ من كل برنامج من برامجها و عروضها , نموذجاً يعلقه على جسده , و يردده على لسانه , يحيّر العاقل , و يضحك المجنون .. هل أحدثكم عن لبسه و مشيه ؟ أم أحدثكم عن شعره ! لا أظنه يفرق عن الببغاء في ألوانه و فرقة ريشه شيء , بل أننا نرجو من الببغاء مالا نرجوه منه .. من يُعيره عقلاً من عقولكم ؟! يعود به إلى صوابه لو للحظات , فتكسبون به الأجر .. ! من هُناك .. يُقبل رجلاً و قد بدت عليه وعثاء السفر .. كئيب المنظر , مغبر الشعر , رث الثياب , إستطار عقله من ذاك .. فشخص بصره , و أضاع مشيته فلا يعلم بداية المكان من نهايته ... يجوب السوق طولاً و عرضاً , يدخل في هذا الدكان و يخرج منه للآخر يخاصم هذا و يصافح ذاك ... مرّ من أمامي جسداً بلا عقل .. بعدها أيقنت بأن المال المُفاجئ يعرض صاحبه أمام الآخرين بصور غير لائقة .. كمن أمسى فقيراً و أصبح غنياً .! يمرُ من أمامي رجل دين ( مطوّع ) , يمشي بسكينة و وقار, كأنه غريب أو عابر سبيل فهو على يقين بأن هذا المكان ممر و الآخرة مستقر ... يُعجب به الناظر , ملتحياً , مقصراً إزاره , يبعث في القلوب الألفة و المحبة كم نحبهم ( المطاوعة ) و كم تأنس النفس بهم , و يلين القلب لوعضهم . بهم صلاح أمة , وبفقدهم فساد أمة .. لم نسمع و لم نقرأ , بأن أمةً سلكت طريق الصلاح من فاسق أو فاجر , ولم نرَ صلاح مجتمع قادهُ ساذج متحرر . ولكنه فضل الله بأن جعل في كل مجتمع ( مطوّع ) ليوقظهم من الغفلة , و يُعيدهم إلى الرشد .. أرآه و أحدِّث نفسي : لا يحرك رداء حلمك تصرف ساذج مارج , و لا تنظر لمن نال منك في خلوته فوصفك بما ليس فيك , و كُن كما آلت إليه نفسك الآن , و أكثر من النوافل فلا تنسى الليل .. ففي الليل مُناجاة ربّ العباد . فليس لنا بعد الله إلا أنت ..! حفظك الله و أنار طريقك بالإيمان و طاعة الرحمن .. أحسست بأن الوقت قد طال , فإذا بي أنظر إلى الوقت , و قد بلغ ساعتين على الموعد المحدد . سبحان الله ! النساء آية من آيات الله , فيهن من الذكاء و الدهاء ما يعجز عن وصفه الواصفون . بعدما جاءت سألتها : تأخرتي عن الموعد المحدد ؟ قالت : السوق كبير و الأماكن متشابهه فتهت و جئتك صدفة .! في هذه الرحلة بدأت في إنكسار و ضعف , و إنتهت بذكاء و دهاء نسوان ... بحفظ الله .. كتبته في ،، 19/2/1430هـ |
20/02/2011, 08:36 AM | #2 | ||
كاتبـة
|
|
||
26/02/2011, 07:36 PM | #3 | ||
كنار تحت الدمار
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|