|
|
جدائـل الغيـم للغتنا العربية الفصحى رائحةُ المطر .. وهذا المكان. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
. . ( رثاء متوجع الزوايا ) . .
رثاء متوجع الزوايا . . مدخل ..: مريم اليوم حزينة كئيبة و بائسة . . مريم الليلة أغلقت نوافذ شرفتها و انزوت وحيدة في زاوية خاوية لتبكي . . مريم الليلة تود أن ترثي غاليها , نتثر الدمع ليروي بيد المقل و الروح برحيل الحبيب تعزيها . . مريم اليوم تعاني الخرس .! , صُمت آذانها و لا تسمع سوى نياح المشاعر و ما ينبض بضعف بين الأضلاع . . اليوم , أنا حزينة , منهارة و منكسرة , عاجزة عن إصدار أنة واحدة , و منجرفة بدموعي لا أعرف إلى أي أرض مقفرةٍ سأصل إليها . . كنت قد تذوقت مرارة الفراق , و كنت قد تجرعت كأسه الدهاقا على مضض . . و لكن حزن اليوم ليس كحزن باقي الأيام , و وجع اليوم ليس كوجع كل يوم . . اليوم . . رحل , رحل و رحل . . طار بعيداً محلقاً بروحه إلى عنان السماء . . تركنا اليوم هكذا بلا ميعاد . . غادر فجأة , و كم أعاتبه على رحيله هكذا دون وداع , كانوا ينتظرونه في المطار حياً و لم يدروا أن روحه فاضت في السماء و بخل عليهم القدر أن يتصافحوا لو حتى بالقلوب.! , هكذا كان المشهد الأخير بالنسبة لهم .! أما بالنسبة لي , لم أحظى بمقعد حتى في الصف الأخير لرؤيته , فلا رأيته حياً و لا ناظرته عيناي جسداً بلا روح . . عمي العزيز . . ليتني كنت معك , ليت أستطعت إحتضان يديك و البكاء في حضنك قبل أن تغادر . . أو ليتني أستطعت إستراق النظر إليك و سماعك خلسة دون أن يدري الجميع . . ليت الأيام منحتني الفرصة كي أقبل يديك أو حتى رؤيت رفاتك قبل أن يوراى جثمانك إلى مثواه الأخير . . كنت أحبك , صدقني لو أنني لم أعرفك جيداً لكني كنت أحبك . . و الله كنت أفخر بك و بطلتك المهيبة . . أذكرك , نعم أذكرك حين أراك تقود سيارتك المرسيدس في شوراع أبوظبي . . و أذكر جدائلك و قلمك و ساعتك , أذكر هاتفك و إبتسامة ثغرك . . ربما لم أرك منذ أعوام و لم تبقى لك في ذهني سوى صورة قديمة نهشها مرضك و وأدها . . ربما بدد المرض ملامحك و مزقها بقسوة . . و لكني أذكرك و بكل تفاصيلك يا قلبي . . أنت أغلى من ما كنت أتصور . . فأنت عمي الوحيد و سندي الوحيد . . أنت الغالي الحبيب , الروح و القلب , الدم و الوريد , العقل و التفكير , الجرح و الطبيب. . أنت النبض , أنت الحنان , أنت و أنت . . و أنت أنا .! ربما لم تمنحنا الحياة لنكون كأي إبنة أخ و عمها كالآخرين. . أو لم يمهلنا الوقت أو يتريث فينصفنا كي أراك و أحقق أمنيتي برؤيتك . . فلا بأس , هكذا هي الحياة دائماً تأخذ ما نريد و تمنحنا ما لا نبغي . . اللهم لا إعتراض و لله ما أعطى و لله ما أخذ . . سأحاول معانقة الصبر و التحلي بالقوة , مع أني أعرف نفسي أني لن أكون هكذا البتة . . لا أدري ما فائدة ذرف الدموع الآن . . أو ما فائدة صبري و تجلدي المصطنيعن. . فالحبيب رحل , غادر العزيز و لن يعود للأبد . . كان قلبي يقول لي أنه لن يعود . . و لكن كذبت إحساسي و آمنت أنه سيعود . . إني أبكي و بحرقة , و أذرف دموعي بلا إحساس . . صرت أغني على وتر الحزن أعذب ألحان الفقد و أوجعها . . إني أصرخ بصمت و أَضج بدمعي بهدوء .. و أنفرد بكيبوردي في وحدتي الصاخبة . . حاملة معي كوكباً جديداً و حياة و مخلوقات و ملامح مختلفة تماماً تغير النظام الأزلي للحزن و الفقد . . فلقد كسرت سد عيني الزجاجي البراق و تركت مقلتي تذرف دمعها المختزن من أعوام . . و تروي مهجتي التي تصحرت منذ عامين أو أكثر . . و قلت وداعاً للجفاف . . و أهلاً بعينين تعشقان السهاد . . هكذا سأرتاح حين أتخلى عن كل المبادىء و القيم التي آمنت بها . . سأتمرد على دساتيري و أعلن الخروج عليها . . فبرقع القوة خلعته , و سمحت لنفسي أن تترجع نبيذ الحزن حتى ثملتُ من الكآبة . . أعرف أني سَكرت من الحزن , و صرت لا أعي ما أقول , و لكني متأكدة أنه كل ما سأقول , نابعٌ من لب فؤادي . . لن أكون الأنثى قوية الشكل هزيلة القلب و خاوية المشاعر . . بل سأكون كما أنا , ضعيفة منهارة لا أقوى على شيء سوى البكاء . . سأنهمر حزناً مع ألمي . . و سأصرخ بصوتٍ من دون صدى . . سأكون الصراخ و الصدى , فأنا الليلة صدى الألم و الوجع . . فأنت تتستحق أن أسهر وحدي في دجى الليل كي أناديك . . و تستحق أن أضيع بنفسي في غياهب الذكريات و أتابع النجوم علّي أرى طيفك ينعكس على القمر . . سأصم آذانهم من صدى أنتي الحزينة التي سأردفها بكثير من الأنات المتوجعة . . عمي الغالي . . أرجوك فلتسامحني على تقصيري . . و لتغفر لي إبتعادي و لكن هذا القدر و هذا المصير و لا مفر. . عمي , أعدك أني سأظل أذكرك و أقدس ذكراك . . عمي , لا شيء أستطيع ذكره الآن أو التعبير عنه . . فما أمر به أقسى من أي تعبير . . و لكن , ستبقى هناك دائماً , في جعبتي . . حيث لا مكان للنسيان . . و صورتك الأنيقة باقية لا يستطيع شيء أن يزحزحها . . سأصبر , و لن أبكي كثيراً في عزائك . . سأكون قوية إن إستطعت و أعرف أني لن أستطيع الصمود . . حزينة لأنه هذا العيد سيأتي دونك . . و رمضان سيرحل دون أن أزورك . . و لكني سأظل أحبك على الدوام . . و لن تنسيني قوة موج الأيام المطلامة بقوة على موائي إياك . . فأنت عمي الوحيد الذي يهفو الفؤاد شوقاً للقياك . . و لكني سأراك . . اليوم , أو غداً لابد أن أعود كي أرقد بجانبك في قبري , و أجاورك في مثواك . . مخرج : قالت , بعض الأحزان توجع حتى الموت . . و سأقول , حزننا اليوم عليك , لن يرحمنا منه سوى الموت . . ها هم الأحباء من عالمي يغادرون عاماً تلو العام . . و عالمي صار ملامحاً بلا تضاريس . . غادرت أنت و قبلك غادر الحبيب و الحبيبة . . و غداً , هلاّ أخبرتني الدور ينتظر من ..؟؟ التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى بنت أحمد ; 05/08/2010 الساعة 07:54 PM. |
30/07/2010, 07:15 PM | #2 | ||
فوقِ الأمَل / تحتِ السمَاا بشويْ !
|
|
||
30/07/2010, 07:55 PM | #3 | ||
كـاتـب
|
|
||
03/08/2010, 09:40 PM | #4 | ||
كــاتــبــة
|
|
||
05/08/2010, 12:57 AM | #5 | ||
شاعرة الأوركيد
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|