(3)
ما قَبل النَوم ..!
_ _ _ _ ___________
أحَدِّثُ نَفْسِي هذِهِ اللَّيْلَة بِحَدِيثٍ اعتَدْتُهُ معَ نفسِي ,
حَدِيثٌ لا صَوْتَ لهُ ولا صَدَىَ , حتَّى الجُدرَان حِينَ تَرَآنِي شَارِدَة الذِهْن ,
تشْتَهِي أن تَعرِفَ فِيمَا أفكِّر , هَل يبدُو وجهِي غَيرَ مألُوف إلَى هذا الحَدّ !؟
هَل يبدُو غير طبيعِي , هل يبدُو مُختلِفاً كثِيراً جِدّاً !
هَل كُلّ ملامِحِي تنبِئُ بِأنِّي في سمَائِي الثَامِنَة ؟!
أعتَرِف بِأنِّي حالِمَة جِدّاً وِجِدَّاً ,
وأعتَرِفُ أيْضَاً , بِأنِّي أفكِّرُ فِي دقَائِقِ الأمُور ,
وأفكِّرُ فِي أبسَطِ الكَلِمَاتِ الَّتِي تُلقَىَ على مسَامِعِي ,
وأفكِّرُ فِي الحِكَايَاتِ وفي كُلِّ ما يُمكِن أن يكُونَ ورَاءهَا ,
أفكِّرُ فِي كُلّ ما فَعَلت , وفي كُلّ ما قُلت ,
أفكِّرُ فِي كُلّ ما فُعِلَ , وفي كُلِّ ما قِيل ,
أعاتِبُ نَفْسِي , وأعِدُهَا إن أذْنَبْتُ أن لا أعُودَ لِمِثْلِه ,
لا أرفِقُ بِي أبداً , قاسِيَةٌ أنَا عليَّ ...... فقَط ..
أفكِّرُ فِي ما أقرأ , وفي بعض الهذَيانـ ات العقِيمَة ..
أفكِّرُ فِي لحظَاتِ الصِرَاعِ , وفي هذِهِ الأمَّة , وفي الشعُوبِ ,
أفكِّرُ في الأصوَاتِ والضجِيجِ والأمَاكِنِ المُزدَحِمَة ,
أعتَرِف بِأنِّي أفكِّرُ بِتَعقِيدٍ لا مَثِيلَ له ..
ولكِن .. ألَيسَ هذا الأمرُ جيِّداً .. !
.... لَن أكُونَ أنَا سارَة
إن لَم أفكِّر بِهذِهِ الطَرِيقَة !
يَتبَعُ بِعُمر..