الدرس الثالث | | |
| 1- | كيف يتحول 2 2 3 إلى 2 2 2 ؟ |
| 2- | الرجز والسريع |
مر معنا أن الوتِد 3 ثابت لا يتغير وهذه قاعدة في غاية القوة والصلابة فكيف يتحول التركيب
2 2 3 إلى 2 2 2 الأمر الذي يعني تحول 3 إلى 2
نقف الآن على ساحل شمولية الرقمي وهنا سنتعرف على بعض مظاهرها
في التركيب 1 3 يمكن أن يكون هذا التركيب (2) 2 أو من أصل 2 3
ولذا فكون الرقم 3 في 1 3 وتد أمر يتقرر من السياق أو من وجود قرينة. أما الرقم 3 في 2 3 فهو و تِد ثـ ـابت قـ ـطعيا ( و ث ق = وَثَقْ )
لنأخذ الأوزان التالية :
2 2 3 2 2 3 2 2 3
| كل مقاطع 3 ( وثَق) ثابت قطعيا |
2 2 3 2 2 3 2 1 3 |
الرقم 3 (وثق ) أما الرقم 3 فهو آخر وتد ثابت قطعيا = ( أوثق) |
بعد الأوثق ( في آخر البيت ) يجوز إن أمكننا أن نعبر عن الوزن بصيغة خببية أن نفعل ذلك ونعتبر الوزن خببيا ونجري التكافؤ الخببي
2 2 3 2 2 3 2 1 3 وبالتالي يجوز أن نعتبر هذا الوزن = 2 2 3 2 2 3 2 (2) 2
يعني تم فيه دخول الوتد بعد الأوثق في سياق خببي فقد وتديته وخواصها وانخرط في خببية السياق.
2 1 3 2 2 3 2 1 3
الأوثق يحرس ما قبله من التحول للخبب.
في الوزن أعلاه فإن الأوثق
3 يحرس بَحْريّة ما قبله (أي السبب البحري والوتد ) فيمنع السياق الخببي من العمل ولذا فإن 2 1 3 لا يمكن أن تتحول إلى سياق خببي لأنها قبل الأوثق أي في منطقة نفوذه.
على خلاف 2 1 3التي تقع بعد الأوثق أي خارج نفوذه ومجال حراسته فتتحول إلى سياق خببي = 2 (2) 2
ونحن نعرف أن 2 (2) 2 تكافي 2 2 2 وهكذا تدرجنا من 4 3 إلى 4 2
حتى الآن فالوزنان 4 3 4 3 4 3 و 4 3 4 3 4 2
يمكن اعتبار كل منهما تابعا للكامل والرجز أو ما يمكننا تسميته ببحر (الكامل – الرجز)
4 2 = 2 2 2 وانسجاما مع وزن الكامل فإن هذا في الكامل = 2 2 2
الذي يمكن أن يأتي بالتكافؤ الخببي (2) 2 2 = 4 2 = 1 3 2
= ((4) 2 أو 2 2 2 = 4 2
ولكن إذا جرى زحاف على 2 2 2 جعل أحد أرقامها 1 فإن الوزن لا يمكن أن يكون من الكامل. بل يتفرع إلى وزنين كالتالي ينتهي أحدهما ب 3 2 والآخر ب 2 3
1 2 2 = 3 2 | ليعطينا الوزن 4 3 4 3
3 2 وهذا وزن الرجز الصافي الذي لا يمت للكامل بصلة. |
2 1 2 = 2 3 |
ليعطينا الوزن 4 3 4 3 2 3 وهذا وزن السريع الصافي الذي لا يمت للكامل بصلة. |
الأبيات التالية على الرجز الصافي وهي للبهاء زهير:
وَاللَهِ لَولا خيفَةُ التَثقيلِ زُرتُكَ في الضُحى وَفي الأَصيلِ 2 2 3 2 2 3 2 2 2
. 2 1 3 3 3 3 2 |
وَبَينَ ذاكَ ساعَةَ المَقيلِ وَكُنتَ قَد ضَجِرتَ مِن تَطفيلي
3 3 3 3 3 2 3 3 3 3
2 2 2 |
لَكِن أَرى التَخفيفَ عَن خَليلي وَلَستُ في العِشرَةِ بِالثَقيلِ 4 3 4 3
3 2 3 3 2 1 3 3 2 |
والأدق أن تكتب على الشكل التالي على أنها من مشطور الرجز أي أن كل شطر منها بيت قائم بذاته وذلك لأنه يمتلك قافية مستقلة.
وَاللــَهِ لَولا خيفَــةُ التَثقيلِ
زُرتُكَ في الضُحى وَفي الأَصيلِ
وَبَيــنَ ذاكَ ساعَةَ المَقيــل
وَكُنتَ قَد ضَجِرتَ مِن تَطفيلي
لَكِن أَرى التَخفيفَ عَن خَليـلي
وَلَستُ في العِشـرَةِ بِالثَقيــلِ
ويصبح هذا الوزن من السريع بتحريفه كالتالي :
وَاللَهِ لَولا خيفَةُ المقتلِ زُرتُكَ في الضُحى من الأوّلِ 2 2 3 2 2 3 2 3 . 2 1 3 3 3
2 3 |
وَبَعد ذاكَ ساعَةٌ تنقضي وَكُنتَ قَد ضَجِرتَ إذ أجتلي 3 3 3 3 2 3 3
3 3 3 2 3 |
لَكِن أَرى التَخفيفَ عَن صاحبي وَلَستُ في العِشرَةِ بِالأثقلِ 4 3 4 3
2 3 3 3 2 1 3 2 3 |
تمرين هذه أبيات لأحمد شوقي على السريع والمطلوب كم كل مشارك وزن بين ثم تحويله إلى الرجز 4 3 4 3 3 2
وإعادة وزنه. ولا مانع من اختلاف الروي في كل بيت عن الآخر
|
1- مُنـتَـزَهُ العَـبّـاسِ لِلمُجتَـلـى آمَـنــتُ بِـالـلَـهِ وَجَـنّـاتِــهِ |
2- العَيشُ فيـهِ لَيـسَ فـي غَيـرِهِ يــا طـالِـبَ العَـيـشِ وَلَـذّاتِـهِ |
3- قُصـورُ عِـزٍّ باذِخـاتُ الـذُرى يَـوَدُّهـا كِـســرى مَشـيـداتِـهِ |
4- مِن كُلِّ راسي الأَصلِ تَحتَ الثَرى مُـحـيـرَ الـنَـجـمِ بِـذِرواتِــهِ |
5- دارَت عَلـى البَحـرِ سَلاليـمُـهُ فَـبِـتـنَ أَطـواقــاً لِـلَـبّـاتِـهِ |
6- مُنتَظِـمـاتٌ مائِـجـاتٌ بِــهِ مُنَـمَّـقـاتٌ مِـثــلَ لُـجّـاتِــهِ |
7- مِـنَ الرُخـامِ الـنـدرِ لَكِنَّـهـا تُـنـازِعُ الـجَـوهَـرَ قيـمـاتِـهِ |
8- مِن عَمَـلِ الإِنـسِ سِـوى أَنَّهـا
تُنـسـي سُلَـيـمـانَ وَجِـنّـاتِـهِ |
9- وَالريـحُ فـي أَبوابِـهِ وَالجَـوا ري مـائِــلاتٌ دونَ سـاحـاتِـهِ |
10- وَغابُهُ مَـن سـارَ فـي ظِلِّهـا يَأتـي عَلـى البُسـفـورِ غابـاتِـهِ |
11- بِالطولِ وَالعَرضِ تُباهـي فَـذا وافٍ وَهَــذا عِـنــدَ غـايـاتِـهِ |
12- وَالرَملُ حالٍ بِالضُحى مَذْهَـبٌ يُـصَـدِّئُ الـظِــلُّ سَبيـكـاتِـهِ |
13- وَتُرعَةٌ لَـو لَـم تَكُـن حُلـوَةً
أَنـسَـت لِمَـرتـيـنَ بُحَـيـراتِـهِ |
14 - أَو لَم تَكُن ثَـمَّ حَيـاةَ الثَـرى لَـم تُبـقِ فـي الوَصـفِ لِحَيّـاتِـهِ |
15- وَفي فَـمِ البَحـرِ لِمَـن جـاءَهُ لِـسـانُ أَرضٍ فــاقَ فُرضـاتِـهِ |
البيت الأول مثالا
1- مُنـتَـزَهُ العَـبّـاسِ لِلمُجتَـلـى 2 1 3 2 2 3 2 3
آمَـنــتُ بِـالـلَـهِ وَجَـنّـاتِــهِ 2 2 3 2 1 3 2 3 |
يصبح رجزا صاقيا بتعديله على النحو التالي
2-
مُنـتَـزَهُ العَـبّـاسِ للأنامِ 2 1 3 2 2 3 3 2 آمَـنــتُ بِـالـلَـهِ على الدوامِ 2 2 3
2 1 3 3 2 |
وهنا يطرح سؤال : نحن نعلم أن 2 2 2 لا تأتي في الصدر أبدا إلا على سبيل التصريع، فماذا لو أن أبياتا وردت على النحو التالي ( المشطور ) حيث كل آخر بيت حكمه حكم منطقة الضرب ( آخر العجز ):
4 3 4 3 4 2
مُنتَـزَهُ العَبّـاسِ كالجنّـاتِ
آمَنـتُ بِاللَـهِ وبـالآيـاتِ
العَيشُ فيهِ غاية الرّغْبـات
يا طالِبَ العَيشِ مع اللـذّاتِ
ما أجمل الحياةَ في الغرْفاتِ
يا حسنها في سائر الأوقاتِ
حسب التحليل المتقدم فإن هذا ليس من الكامل لكثرة زحافاته من جهة ولخلوه من السبب الثقيل من جهة أخرى
وهو ينتمي للجد المشترك لكل من الرجز والسريع . هل هو رجز أم سريع ؟ إنه سريع
ورجز في آن واحد. فالسريع هنا والرجز وجهان لوزن واحد. فرقت بينهما القافية فإن انتهى الشطر ب 3 2 فهو رجز وإن انتهى ب 2 3 فهو سريع شأنهما في ذلك شأن مخلع البسيط ولاحق خلوف
ما ذا يقول العروض التفعيلي ؟
جاء في كتاب ( أهدي سبيل ) للأستاذ محمود مصطفى – المكتبة العصرية ( ص – 59 ) عن الرجز : [ والأرقام مني ] :" ......كما حكوا أيضا القطع في المشطور، وجعلوا منه قول الشاعر
يا صاحبي رحلي أقلا عذلي" = 4 3 4 3 4 2
وجاء في نفس الكتاب ( ص- 69) عن السريع [ والأرقام مني ] : " العروض الرابعة : مشطورة مكشوفة تصير فيها مفعولاتُ = 2 2 2 1 إلى مفعولا = 2 2 2 وتحول إلى مفعولن = 2 2 2 ومثاله :
يا صاحبي رحلي أقلا عذلي"
= 4 3 4 3 4 2