إستدراك
تقدم القول:
ونحن نعرف أن 2 (2) 2 تكافي 2 2 2 وهكذا تدرجنا من 4 3 إلى 4 2
حتى الآن فالوزنان 4 3 4 3 4 3 و 4
3 4 3 4 2
يمكن اعتبار كل منهما تابعا للكامل والرجز أو ما يمكننا تسميته ببحر (الكامل – الرجز)
4 2 = 2 2 2 وانسجاما مع وزن الكامل فإن هذا في الكامل = 2 2 2
هل يأتي الكامل على الوزن 4 3 4 3 4 3
4 3 4 3 2 1 3
سبق وعرفنا أن الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3
الأمر الذي يعني أن تحول 2 إلى 1 ممتنع أو ثقيل جدا، وهو كذلك إلا في آخر البيت.
2 2 3
312 2 2 3 ثقيل
2 2 3 2 2 3
312 مقبول بعد الأوثق
فالوتد هنا وجد في سياق بعد الأوثقأخرجه عن وتديته ووضعه في سياق خببي. فسرى عليه حكم الخبب فلنجرب الفرق في ورود 2 1 3 قبل الأوثق في الكامل وورودها بعده
كنت أبحث عن أبيات لأحرفها تارة حشوها وتارة ضربها لإدخال 2 1 3 مرة في الحشو وأخرى في الضرب
وبغض النظر عن صحة رواية الأبيات فقد انتهى آخر بيتين ب 2 1 3
والأبيات مصنفة في الموسوعة من الكامل
يا حَبَّذا المَوزُ الَّذي أَرسَلتَهُ وَلَقَد أَتانا طَيِّباً مِن طَيِّبِ
في ريحِهِ أَو لَونِهِ أَو طَعمِهِ كَالمِسكِ أَو كَالتِبرِ أَو كَالضَربِ
وافَت بِهِ أَطباقُهُ مُنَضَّداً كَأَنَّهُ مَكاحِلٌ مِن ذَهَبِ
فلنعد صياغة الأبيات بما يخدم التمثيل لما أردنا
أولا كامل ينتهي عجزه ب 2 1 3
يا حَبَّذا المَوزُ وافانا مع العِنَبِ وَلَقَد أَتانا طَيِّباً مِن طِيَبِ
فاتني بادئ الأمر أن الصدر من البسيط، وأحببت أن أبقي هذا النص فقد كان هذا التسلل عندي للبسيط من خلال الكامل أحد أسباب توجهي للعروض الرقمي لتفسيره. وقد كتبت حول هذا وسأتعرض – بإذن الله - له مستقبلا في السياق المناسب ربما مع البسيط.
يا حبذا موزٌ أتى معْ عِنَبِ وَلَقَد أَتانا طَيِّباً مِن طِيَبِ
فبريحِهِ أَو لَونِهِ أَو طَعمِهِ كَالمِسكِ أَو كَالتِبرِ أَو كَالضَربِ
وافَت بِهِ رسُل الصديق مُنَضَّداً فكَأَنَّهُ بمَكاحِل مِن ذَهَبِ
ليس في عروض الخليل ضرب ( آخر عجز) 2 1 3. ولكني أجد الوزن مستساغا
ونحن في هذا بين أمرين: إما أن نعتبره شعرا التزم في ضربه هذا الزحاف المفترض أنه ثقيل
أو نعتبره موزونا بضرب جديد لم يقل به الخليل، وسر قبوله أن أن تحول 2 2 3 إلى 2 1 3 = 2 (2)2 تم بعد الأوثق.
|
قالوا بلادُكَ قـد غـدتْ مزهـوّةً
عاد النقاءُ لهـا وغـابَ التّـرَحُ 4 3 ((4) 3 312 |
وتغامزوا لمّـا عبَرْنـا شارعـاً في موجِهِ العاتي مسـاءً سبَحـوا |
وتطايروا لمّـا انعطفنـا جانبـاً
فـوراءَ إعـلانٍ مثيـرٍ نزَحـوا |
ذكَـروا مسـاءً أهرقـوا ألوانَـهُ ومشى على صوتِ المغنّي قُـزَحُ |
وسخاءَ راقصـةٍ بجسـمٍ مـورِقٍ صاحَ الكمانُ بـه وفـار القـدَحُ |
كـلٌّ يُعيـدُ حكايـةً عـن وردةٍ
هُصِرَتْ وعن شرَفٍ رفيعٍ جَرَحوا |
|
والموزون تسمية أقترحها لما يأتي به المجددون على هيأة الشعر ثقيلا غير مستساغ أو سلسا على قدر من الاستساغة، ليبقى الشعر مقصورا على ما تعارف عليه العرب، وإن كان ثمة تعديل على ما جاء به الخليل فلجهة التضييق باستثناء بعض الأوزان التي أجازها لثقلها واعتبارها من باب الشذوذ العروضي أسوة بالشذوذ النحوي.
ثانيا كامل في حشوه 2 1 3
يا حَبَّذا المَوزُ الَّذي أَرسَلتَهُ
فلَقَد أَتانا نَضِراًً فشممته
2 2 3 2 2 3 2 2 3 1 3 3 3121 3 3
في ريحِهِ أَو لَونِهِ أَو طَعمِهِ كَالمِسكِ وافاكَ وأنت سألته
2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 312 1 3 3
أرسلَه فأتى إليك مُنَضَّداً تحسبه متكحلا كحّلته
312 1 3 3 1 3 3 3121 3 3 2 2 3
ألا تشعر معي بالثقل الناتج عن تحول 2 إلى 1 قبل الأوثق
ولو أن 2 1 3 تلاها في الكامل 2 2 3 بدل 1 3 3 لكانت أقل ثقلا على السمع.
قارن بين النصين:
أرسلَه فأتى إليك مُنَضَّداً تحسبه متكحلاكحّلته
312 1 3 3 1 3 3 312 1 3 3 2 2 3
أرسلَه فلْتسْتلمْه مُنَضَّداً تحسبه من حسنهكحّلته
312 2 2 3 1 3 3 312 2 2 3 2 2 3
ذلك أن مجيء 2 2 بصفتها المشتركة بين الرجز والكامل بدل 1 3الخاصة بالكامل بعد 2
1 3 يقلل من حدة ثقل الزحاف في الكامل قبل الأوثق.
ومن المناسب الآن الحديث عن مسارين مختلفين ل 2 2 2 في آخر كل من الرجز والكامل
2 2 2 في الرجز تتحول بالزحاف مرة إلى 1 2 2 = 3 2 في الرجز الصافي ومرة إلى 2 1 2 = 2 3 في السريع
2 2 2
في الكامل في الحقيقة = 2 2 2 التي تتحول بالتكافؤ الخببي إلى (2) 2 2 = 1 3 2
يقول أحمد شوقي :
عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
2 2 3 2 2 3 1 3 2 1 3 3 1 3 3 2 2 2
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
2 2 3 2 2 3 1 3 3 1 3 3 1 3 3 2 2 2
شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ
2 2 3 1 3 3 1 3 3 2 2 3 1 3 3 1 3 2
لا يجوز أن يأتي آخر صدر الكامل 1 3 2 أو 2 2 2 المعبر عنهما ب 2 2 2
، إلا آخر صدر المطلع (غالبا) حيث يتوافق مع آخر العجز فيه قافية ورويا ووزنا بشكل استثنائي من أواخر صدور بقية الأبيات. وهذا يسمى التصريع.
بقي أن نضيف هنا رمزا لمقطع في حالة 2 2 2 بعد الأوثق في حال الكامل لأن هذا سيتكرر معنا في الخفيف
2 2
2 حيث 2 عندما في صورتيها (2) و 2 تعطينا ذات القافية ولكن 2 عندما تأتي (2) تعطينا قافية مستقلة هي 312، وليس هذا من الشعر فالشعر ما قالت عليه العرب وحدده الخليل ولكننا نعتبر الوزن 2 2 3 2 2 3 2 1 3
وهنا يجدر أن نلخص زوجين من مآل 2 2 2 في منطقة الضرب كما يلي في البحور التي مرا بنا وهي تطّرد في سواها. وسيتم تحيث هذا الجدول في كل بحر يتعلق به.
العجز |
مآل السبب الأول | مآل السبب الثاني |
22 3 22
3 4 2 | 22 3 22 3 1 2 2 ....زحاف =
4 3 4 3 3 2 = الرجز البحت = شعر | 22 3 22 3 2
1 2 ....زحاف = 4 3 4 3 2 3 = السريع البحت = شعر |
2 2
3 2 2 3 22 2 | 2 2 3 2 2 3 2 2
2 تكافؤ خببي = 4 3 4 3 2 2 2 أو =4 3 4
3 ( 2) 2 2 = الكامل = شعر 2 22 و 2 31 نفس القافيه |
2 2 3 2 2 3 2 2 2 تكافؤ خببي = 4 3 4 3 2(
2) 2 = 4 3 4 3 312 = الأرجح أن نسميه موزونا لا شعرا قافية مستقلة |
وبذلك نكون إلى جانب إيقاع الخبب قد درسنا ثمانية بحور ( المتقارب – المتدارك – الكامل – الوافر – الرجز –الهزج – السريع – الرمل ) من مجموع ستة عشر بحرا. وأهم من وزن البحور تحسس التركيب وتبادل التأثير بين المقاطع وخصائصها بشكل يجعل الرقمي متداخلا مع حس الإنسان وفكره ووجدانه.
يجد القارئ أهم ما يتعلق بكل بحر في الذي تقدم ولكن طبيعة الموضوع وطريقة تقديمه ستؤديان كما تهدفان إلى تساؤلات عدة. وهذه التساؤلات تحفز الدارس على إيجاد أجوبة لها ولديه العدة ليجد تلك الأجوبة.