جزيرةُ الرَّباب..منتجع إملاءات المطر الشعري

[أحمد بدر]

هل عندكِ همسٌ كشِفاها..؟؟
أحيتني أنداءُ لُماها

هل عندكِ مرآى يمنحني ~ إحساس الطفل ~ كمرآها..؟؟

هل عندكِ شِعرٌ كسّر الوزن وعشّش حيث زواياها..؟؟
عصفورا يلثم خدّ الفجر و يجري صوب خباياها

بل سحرٌ يجعل من هاروتَ نبيا لمّا يلقاها
والملأكَ شيطانا مُغوى لو شمّ رحيقَ ثناياها

ما أجمل من عمري الآتي.. كهلٌ يعتاش بذكراها  

[أحمد بدر]

هيا اطلقي سهم الصُراخِ كواسِرا=وليـَطعنِ الهَمعُ اللهيبُ محاجرا
فتوجَّعي منّي, فديتكِ بهجتي=ولتذرفي حِمما, وهبتكِ ناظرا
أوذيكِ كي أُرضي بأنتكِ التي=اختنقت ~ غروري, كبريائي, خاطِرا
فلقد مملتُ الوارفين ندى الهوى=بردا لـَحتى بتّ وحشا كاسرا
ولقد رزِئت بدِينِ من وسنوا على=فـُرُش المَلالة بالوسادةِ كافرا
فرجوت حرب الهجر لما راعني=سِلمُ الوصال على المحيّى ناثرا
مللا يكسّر كالصقيعِ ربيعـَنا=وشما يهشّم صدغَ شوقٍ حافرا
نسَجَ الوصال خيوط عِشّ واهن=بيني وبينكِ حاجزا فسواترا
هو عنكبوت راح يمتصّ الشذى=حتى ظنناه المحبة طائرا
فلوَ ان صفعتكِ صفعة وردفتها=أخرى فأخرى ثم أخرى زاجرا
لا تعذلي فعلي.. فحبكِ منتهى=أملي الألوذُ بنجم حسنه ساهرا
أحببتكِ الأُنثى, وطفلا لاهجا=أبتي ~ على العبرات يحبو عابرا
لكنني أشهى العناق مصالحا=والدمع فوق الكتف يخبو حاسرا

[أحمد بدر]

يمضي الزمان ~ ويبقى الفألُ والأملُ..=تبقى المواعيدُ ~ فتلَ الشوق تنغزِلُ
الواعِداتُ شموعٌ مدّ ناظرِنا=والمُوعَدات دموعٌ وهي تشتعل
والسائلُ الشمعُ: كم أقوى مطاولة=يا سائل الدمعِ والتهيام تنهطل..؟؟!!
فالنفس في رحْمِها شكٌ يهسّ بها=أنْ لا غيومُ ولا برقٌ ولا هـَلـَل
يمضي الزمان وندري دون غايتنا=نمضي ~ ولكننا للوعد نبتهل

[أحمد بدر]

كالسابحات برَفرافِ الدُجى لِنـُأى=صاحَ الصباحُ هـَنٍ للقرب يا زُحل
تنـُشُ عن ذهنها فـُوضى الجوى قـُبـَلٌ=حمراءُ زهراءُ ثغرَ الشمس تغتسل
تلك العقود محطاتٌ نمرّ بها=نلمّ ما طـُشَّ مِن ذكرى ونرتحل
لمّا لثغنا بحرف الشعر قيل لنا=أنـْها السعادةُ يندى فوقها العسل
حتى بما أمكنتْ مِنـّا مُدامتـُها=مَيلا ترنـّحُنا تارا فتعتدل
خـُضنا المتاهات لا ندري أملهمُنا=خاض الغـَيابة أم تاهت به السبل
صاحَبتنا الدربَ هـَلاّ لو تعلمنا=كيف المواجع فالأحزان تـُختزل..؟؟
يا مالئين فناءات السطور لكمْ=من حظ ما جادت الأفراح والغزل
أما مواجعها.. أما غوائلها=أما المُصاب فحرّ الآهِ ~ فالمذل
للأربعين حدا بيْ العمرُ متـّكِئا=جرحي العراقَ وجرحا ليس يندمل
رأيتـُني وأنا طفلا وطائرتي=هذي التي الآن حبرَ الهمّ تكتحل
هذي التي زورقا يطفو حَفلت بها=ألآن تغرقني حزنا وتحتفل!!
تقول وَيْ نقمة فيها مكدّسة=لا هِيْ تـَجزّأُ إذ رَقـّت فتنفصل!!
نعم لعبتُ بكِ ِ ~ والذنب يسقطه=بالاعتراف لسانٌ راح يرتجل
نعم لعبتُ.. وما ذنب الصغار إذا=ما شاقهم خبلٌ أو شابهم ملل
لكنْ رَفِقتُ سَمومَ النار أغمسُكِ=لمَ اشتعلتِ بثلجي يوم أكتـَهِل..؟!