إملاءات المطر   إملاءات المطر

الصفحة السابقة الفهرس الصفحة التالية

 

العلة [5] بين الرقمي والتفعيلي.

 

العلة لغة المرض، واصطلاحا هي التغيير الذي يطرأ على (العروض والضرب ) في بيت الشعر، ولا يكون في غيرهما من تفعيلات البحور، وهو مشترك بين الأسباب والأوتاد. وهذا التغيير لازم، فإذا أصاب عروض بيت أو ضربه وجب التزامه في جميع أبيات القصيدة

 

  وحكم العلل [6] أنها لا تقع أصالة إلا في العروض ( آخر الشطر الأول)، والضرب ( آخر الشطر الثاني ) وأنها إذا عرضت لزمت، فلا يباح للشاعر أن يتخلى عنها في بقية القصيدة.

 

ومن العلل ما يكون زيادة في آخر العجز، وتسمى علل الزيادة وهي

 

1-الترفيل وهو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد ...... 3 ( + 2 )

كما في قول المعتمد بن عباد:

 

لَمّا تَماسَكتِ الدُموعُ        وَتنبّهَ القَلبُ الصَديـعُ

4 3 ((4) 3 2      ((4) 3 4 3 3 2

وَتَناكَرَت هِمَمي لَما        يَستامها الخَطبُ الفَظيعُ

((4) 3 ((4) 3     4 3 4 3 2

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ        فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعُ

4 3 ((4) 3      4 3 ((4) 3 2

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ         فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعُ

4 3 ((4) 3     4 3 ((4) 3 2

2- التذييل : زيادة حرف ساكن   على ما آخره وتد ...... 3 (+ ه )

كما في قول المعتمد بن عابد لو قُرأ على الوجه التالي :

 

لَمّا تَماسَكتِ الدُموعْ        وَتنبّهَ القَلبُ الصَديـعْ

4 3 ((4) 3 ه      ((4) 3 4 3 3 ه

وَتَناكَرَت هِمَمي لَما        يَستامها الخَطبُ الفَظيعْ

((4) 3 ((4) 3     4 3 4 3 ه

قالوا الخُضوعُ سياسَةٌ        فليبدُ مِنك لَهُم خُضوعْ

4 3 ((4) 3      4 3 ((4) 3 ه

وَأَلَذُّ مِن طَعم الخُضو        عِ عَلى فَمي السَمُّ النَقيعُ

((4) 3 4 3         ((4) 3 4 3   ه

 

3- التسبيغ: زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف ...... 2 (+ ه)

وهذا   نادر، يقول د. محمد الطويل [7] بأنه وجد على هذه الصورة بيتين لعدي بن زيد هما:

 

أيها الركب المخبّونْ            [و]على الأرض المجدّونْ

2 3 2 2 3 2 ه                1 3 2 2 3 2 ه

فكما أنتمُ كنّا                    وكما نحن تكونونْ

1 3 2 1 3 2                   1 3 2 1 3 2 ه

 

[ ولولا هذا الصنف لقلت إنه حيث يقبل البيت زيادة سكون يقبل زيادة 2، والعكس صحيح، ولو أحللنا 2 مكان السكون ما زاد الوزن غرابة :

أيها الركب المخبّونا             و على الأرض المجدّونا

2 3 2 2 3 2 2               1 3 2 2 3 2 2

فكما أنتمُ كنّا                    وكما نحن تكونونا

1 3 2 1 3 2                   1 3 2 1 3 2 2 ]

 

علل النقص هي

 

وسوف أكتب لكل علة تعريفها بطريقة التفاعيل بالأحرف مع ذكر رموزها الرقمية وذلك لا يعني الطريقة الرقمية ، فحصول التغير حسب الطريقة الرقمية في أغلب الأحيان مرتبط بشمولية نظرة الرقمي، وعقبت بعد ذلك باللون الأزرق لتوضيح السياق الذي يرد فيه التغيير المناظر للعلة في الرقمي  

  والقصد هنا هو تعريف التفاعيل وما ينبني عليها لدارسي الرقمي، ولا بأس من استعمال مصطلحات التفاعيل كأدوات ضمن شمولية النظرة لا كوحدات ذات حدود ثابتة تفرض نفسها على تفكير القارئ.

 

ثم يكمل

 

العلة

تعريفها تفعيليا : وهذه العلل لا تصيب إلا آخر الشطر الصدر أحيانا والعجز غالبا، ولا تقع في الحشو أبدا

1

الحذف

إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة مثل فعولن = 23   تصير فعو = 3 وتحول إلى فعَلْ = 3،   وفاعلاتن 232   تصير فاعلا32   وتحول إلى فاعلن =32

رقميا = – 2 في آخر الشطر  

2

القطف

هو اجتماع الحذف مع العصب في مفاعلَتن = 313 التي تعتبر مفاعلْتُن= 223 ثم تحذف منها تُنْ فتصير مُفاعَلْ= 23   وتحول إلى فعولن=23

الوافر في الواقع هو   3 2 2 3 2 2 3 2 ولا داعي لذكر القطف أصلا

3

القطع

حذف ساكن الوتد المجموع 3= 11ه تصير 11 مع إسكان ما قبله ثم تحول 11 إلى 1ه   مثل فاعلن = 2 3 = 2 11 ثم 2 1 ه = 2 2   تصير فاعلْ = 22 وتحول إلى فعلُن =22، أو تبقى على حالها   ومستفعلن 2 2 3 تصير مستفعلُ=1122 ثم تحول إلى 122ه= 2 2 2 = مستفعلْ

باختصار تحول   3 في آخر العجز إلى   2

الوتد لا يزاحف أبدا، ولكنه يقع بعد الأوثق 3 في سياق خببي يفقده صفة الوتدية، يراجع الرجز حيث ،2 2 3 في آخر البيت تصير2 1 3 = 2(2) 2 تكافئ222

4

البتر

وهو يجمع بين الحذف (-2) والقطع ( تحول 3 إلى 2)

ففي فعولن = 3 2 تحذف (لُنْ ) وهذا هو الحدف ثم   تصير فعو= 3 ثم تحذف الواو وتسكن العين ( وهذا هو القطع تصير فعْ 2

باختصار تحول   3 2   في آخر العجز إلى   2

ينظر لهذا التغيير في الرقمي دون اعتبار للتفاعيل أو حدودها

فكل صدر   ينتهي ب 3 2 3 التي لا يجوز أن تكون 3 1 3   يجوز في عجزه أن ينتهي ب 3 2 2 المستقرة المتحولة من 3 1 3 الانتقالية الناتجة من زحاف

3 2 3 .

من المتقارب لمحمد بن أبي عيينة بن المهلب بن أبي صفرة :

ألا ما لعينِك معتلّهْ                   وما لدموعكَ منهلّةْ

وكيف بجرجانَ صبر امرئٍ       وحيدٍ بها غير ذي خُلّة

وأطوِل بليلك أطول به             إذا عسكرَ القومُ بالأثلَه

3 2 3 1 3 2 3                 3 2 3 2 3 2 2

أين هي 23 التي تحولت إلى 2 ؟

في التفاعيل ينطلقون من صورة المتقارب، حيث يقدر حذف 2 الرمادية

  3 2 3 1 3 2 2 3             3 2 3 2 3 2 2

والأمر كما تراه في واقعه متعلق ب 3 2 3 وأحكامها

ومن السريع لأبي تمام:

سالبَ عيني لذة الغُمْضِ               ومبْكياً بعضي على بعضي

وقاتلي ظلما بإعراضه            ولحظه بالنظر المُغضي

إيّاك تستضعف ذا فاقةٍ         جُرْتَ عليه بالذي تقضي

3 3 4 3 2 3           2 1 3 3 3 2 2

فائدة إضافية :

تأتي 3 2 2 في منطقة الضرب في صنف آخر من البحور وهي المستأثرة في منطقة عروضها ب 3 1 3 = 3 ((4) أي الفاصلة على وجه واحد هو 1 3 =(2)2 وفي هذه البحور تكون الفاصلة في منطقة الضرب على وجهين 3 1 3 و 3 2 2 والبحور هي : البسيط والمنسرح والمقتضب ومجزء الوافر، والكامل الأحذ (-3)، إن   3 2 2 لا ترد في منطقة الصدر ( في غير التصريع)   أبدا إلا في الهزج أصيلة غير متحولة عن فاصلة. ولكنها تأتي في منطقة الضرب من المتقارب والسريع وإن جاءت في منطقة الصدر فيهما فعلى سبيل التصريع لا غير.

قاعدة مستنتجة : حيثما تأتي الفاصلة في نهاية الشطر فهي في منطقة العروض على وجه واحد هو 1 3 = (2) 2، وأما في منطقة الضرب 3 2 2 فيجوز فيها وجهاها   (2) 2 = ((4) و   2 2 = 3 4

 

5

القصر

حذف ساكن السبب الخفيف=2=1ه   وإسكان متحركه 1 ه تصير 1 ثم يتحول إلى ه مثل فاعلاتن 2 3 2   تثير فاعلاتُ = 3 2 1 ثم تصير فاعلاتْ = 2 3 ه

كل ضرب لبحر لا فاصلة في حشوه وينتهي   ب 3 2 يجوز أن تحل فيه السكون محل السبب الأخير ليكون آخره   3 ه   وينطبق ذلك على المديد والرمل والمتقارب والمتدارك والأصل أنه لا يشمل الوافر

6

الحذذ

هو حذف الوتد المجموع في من متفاعلن 1 3 3 لتصبح فتصير مُتَفا 1 3  

=(- 3 ) وهذا وإن اختصت به كتب العروض الكامل إلا أنه يمكننا تتبع مثل ذلك في بعض البحور الأخرى.

هذه المنطقة المظللة جميعها خاصة بعلل تلحق السريع مردها افتراض حدوثها هو افتراض أصل وزنه   مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = 4 3 4 3 4 2 1

7

الصلْم

وهو   حذف الوتد المفروق من مفعولاتُ = 2 2 2 1 = 4 2 1 تصير مفعو=22 وتحول إلى فعْلن   ، وهذا يقتصر على السريع افتراض أن أصل وزنه في دائرة المشتبه 4 3 4 3 4 12

لا نواجه الوتد المفروق في الرقمي، ويمكننا رد كل من السريع 4 3 4 3 2 3 و الرجز 4 3 4 3 3 2 إلى   تحول آخر 4 3 إلى 2 1 3 = 2 (2) 2   تكافئ 222 ثم زحافها تارة إلى 1 2 2 = 3 2 آخر الرجز   وتارة إلى 2 1 2 = 32 آخرالسريع.

8

الوقف

وهو إسكان السابع المتحرك مثل مفعولاتُ = 2 2 2 1 = 4 2 1 تصير مفعولاتْ=222 ه   وتحول إلى مفعولانْ =222 ه . ، وهذا يقتصر على السريع افتراض أن أصل وزنه في دائرة المشتبه 4 3 4 3 4 12

لا نواجه الوتد المفروق في الرقمي، ويمكننا رد السريع 4 3 4 3 4 2 ه و الرجز 4 3 4 3 4 2 ه   إلى   تحول آخر 4 3 إلى 2 1 3 = 2 (2) 2   تكافئ 222 ثم يلحقها السكون. ذكرت كتب العروض هذا في السريع، ولم تنص على مثله في الرجز. ولكنه ورد في الشعر .

على مشطور السريع   قول أسامة الشيرزي:

كَم تُرْزمي وكم تَحِنّي يَانَاقْ

حَسْبُكِ قَد هجتِ الجَوَى والأشْوَاقْ

هِي النّوَى فما غَناءُ الإشفاقْ

تَقَسّمَتْنَا بالشّتاتْ والآفَاقْ

كأنّها خَلْقٌ ونَحن أرْزاقْ

حتّى إذا أدْمَى البكاءُ الآماقْ

[

على مجزوء   الرجز قول ابن سناء الملك:

أنا أمير العشّاقْ              قلبي لوائي الخفّاقْ

وإنّه كنانةٌ                    فيها سهام الأحداقْ

قد ملك المُلْحَ وقد               فاق حسان الآفاقْ

مثر من الحسن فما           يُخشى عليه الإملاقْ

وبحثت عن منطقة الضرب هذه ( 2 2 2 ه) في السريع والرجز التامين فما وجدت عليها نصا، وهذا يبعث على التأمل في ورودها في المجزوء والمشطور دون التام.

وفيما يلي تساؤل وتأمل :

هل تصح الأبيات التالية على الرحز؟ وهي مشتقة من أبيات ابن سناء الملك

كَم تُرْزمي وكم تَحِنّي يَانَاقْ      حَسْبُكِ قَد هجتِ الجَوَى والأشْوَاقْ

ما ذا جرى لي فأنا مستعبرٌ           هِي النّوَى فما غَناءُ الإشفاقْ

كنا جميعا ثم حلّتْ فُرقةٌ           تَقَسّمَتْنَا بالشّتاتِ الآفَاقْ

وهل تصح   أبيات ابن سناء الملك على الكامل لو كانت :

كَم تُرْزمي ولكم تَحِنّي يَانَاقْ

يكفيكِ ما هيّجتِ بي من أشْوَاقْ

عَصَفَ الأسى ماذا غناء الإشفاقْ

قد بعثرَت أحبابنا في الآفَاقْ

فكأنّها خَلْقٌ ونَحن الأرْزاقْ

9

الكشف

حذف السابع المتحرك كحذف تاء مفعولاتُ = 222 1 فتصير مفعولا = 222 وتحول إلى مفعولن 222

ومنطقة الضرب هذه تأتي هكذا في كل من الكامل والرجز والسريع دليلا واضحا على وحدة أصلها، إذ هي متحولة من 22 3 بعد زحافها إلى 2 1 3 التي يصح اعتبارها بعد الأوثق 2 (2) 2 مكافئة خببيا ل 222

على مشطور السريع ( العقد الفريد ):

 

ويحي قتيلا ما له من عقْلِ

بشادنٍ يهتزّ مثل النصل

مكحّل ما مسّه من كحْل

لا تعذلاني إنني ىفي شغْل

يا صاحبي رحلي أقلّا رحلي

4 3 4 3 4 2

على الرجز : الضرب المقطوع الممنوع من الطي ( العقد الفريد)

 

قلب بلوعات الهوى معمودُ     حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ

من ذا يداوي القلب من داء الهوى      إذ لا دواء للهوى موجود

أم كيف أسلو غادةً ما حبّها      إلا قضاء ما له مردودُ

" القلب منها مستريح سالمٌ "     والقلب مني جاهدٌ مجهودُ

 

فنشتق النص التالي من الأبيات المتقدمة :

قلب بلوعات الهوى معمودُ

حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ

من ذا يداوي القلب يا مسعود

إذ لا دواء للهوى موجود

ما انفكّ في وجدانيَ ترديد

ما للهوى في حكمه مردودُ

4 3 4 3 4 2

والمفترض أنه هذا هو مشطور الأبيات المتقدمة من الرجز، ولكنه عروضيا مشطور السريع، وما ذلك الخلاف إلا أثر مما تشأ من التفاعيل وحدودها في الذهن من تقسيمات لا ضرورة لها.

بل انظر للأبيات السابقة ذاتها وهي من مشطور الكامل

قلب بلوعةِ شوقهِ معمودُ

4 3 ((4) 3 4 2

حيٌّ كميْتٍ حاضرٌ مفقودُ

من ذا يداوي القلب يا مسعود

إذ لا دواء للهوى موجود

ما انفكّ في وجدانيَ ترديد

ما للهوى في حكمه مردودُ

إن مجرد ورود الفاصلة ((4) في البيت الأول ينقل الأبيات جميعا من مشطور الرجز إلى مشطور الكامل.

 

 

 

 

التمرين التاسع

إفتح كتاب عروض وانقل شيئا منه مع ذكر رموز التفاعيل بالأرقام ثم أعد تقديمه رقميا، وأضف عليه ما شئت من استطراتد أو تعليق تراه مناسبا. ولا تنس أن تذكر الكتاب ومؤلفه

 

مثال:

من كتاب علم العروض التطبيقي تأليف الدكتورين نايف معروف وعمر الأسعد

الصفحة السابقة الفهرس الصفحة التالية
جميع الأوقات بتوقيت السعودية. الساعة الآن » 20:55.


الاتصال بنا - منتديات إملاءات المطر - الأعلى

جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات إملاءات المطر الأدبية